الخليفة المنتظر لمحمد أبوتريكة

• 
  
• 
  
• 
  

أيام قليلة و ينتهي مونديال الأندية و يعتزل محمد محمد محمد أبوتريكة الذي وصفه الفيفا عبر موقعه الرسمي بأنه لاعب عظيم وصاحب مسيرة مبهرة و أشاد به أعظم نجوم العالم معتبرين إياه بأنه أبرز موهبة عربية إفتقدتها الملاعب الأوروبية وخسرتها بطولة كأس العالم على مدار تاريخها.
أبوتريكة لم تكن نجاحاته من أهدافه فقط أو تمريراته السحرية أو مهاراته الممتعة و إنما جاءت نجاحاته من الأهداف الحاسمة والقاتلة التي أحرزها مع ناديه ومنتخب بلاده حتى أسماء البعض "القاتل المبتسم" وتحول أغلب المعلقين الى "شعراء" أثناء إستمتاعهم بأداؤه ، جاءت نجاحات النجم الخلوق أيضا من مساهمته الملحوظة في أعمال الخير و ظهوره دائما في مظهر مشرف كقدوة رائعة للشباب و الأطفال ، أبوتريكة هو البطل المغوار الذي دارت حوله الأحداث خلال العشر سنوات الأخيرة وهو نجم الشباك الأول و معشوق الفقراء وصديق الشهداء و ملك البساطة.

غضب منه البعض بسبب إنتماءاته السياسية الا أنه لم يفسد مباراة لفريقه أو منتخب بلاده بسبب هذا الإنتماء و قابل المنتقدين له بالصمت وهي عادة عهدناها عنه حتى أني أذكر أني قبل 4 سنوات من الآن في ملعب مختار التتش من الآن سألته عن رأيه في هجوم بعض الإعلاميين عليه ولكنه رفض التعقيب و أكد لي أنه لا يلتفت أبدا لمن يشوهون صورته !.
المؤكد هو أن صاحب الـ100 مباراة دولية لن يتراجع عن قرار إعتزاله مهما كانت الإغراءات وذلك لأنه إنسان شديد الذكاء ويدرك تماما أن إعتزاله وهو في قمة مستواه أفضل من أن ينتظر حتى تطالبه الجماهير بذلك بعد عام أو عامين ، وهنا أذكر مقولة الفرنسي الشهير زين الدين زيدان عندما إعتزل و أغضب عشاقه الذي كانوا يتمنون إستمرار حيث قال أن عقله أصبح يريد أشياء لا ينفذها جسده وبالتالي كان قرار الإعتزال ضروريا !.

إعتزال أبوتريكة جاء بعد أشهر قليلة من إعتزال الزئبقي الموهوب محمد بركات وهو ما يمثل ضربة "فنية" كبيرة للنادي الأهلي و منتخب مصر وللكرة المصرية بشكل عام.
و إذا نظرنا الى اللاعب الذي يمكنه أن يكون خليفة أبوتريكة نجد بعض الأسماء مثل :

محمد صلاح : أصبح اللاعب الشاب في غضون سنوات قليلة هو النجم الأول لنادي بازل السويسري و أفضل لاعب في سويسرا و العقدة الأبدية لنادي تشيلسي الإنجليزي ، و أصبح محط أنظار أكبر أندية العالم مثل مانشستر يونايتد و ليفربول وتوتنهام ويوفنتوس وموناكو وبروسيا دورتموند ، صلاح يشبه في أداؤه الأرجنتيني ليونيل ميسي و تأقلم مع الإحتراف في وقت قياسي ولم يعود في أول طائرة مثل غيره من الذين تركوا إنطباعا سيئا عن اللاعب المصري في أوربا ، صلاح يلعب في المنتخب مثلما يلعب في بازل وربما أفضل على عكس الذين يلعبون في المنتخب بالشوكة والسكينة وهو ما يؤكد أنه لاعب ذكي و مقاتل وطموح وأتمنى أن يبعد عن الغرور ويستمر بنفس الإصرار والعزيمة.

وليد سليمان : لاعب سريع ومهاري وينتمي لفصيلة نادرة من اللاعبين الذين يجيدون اللعب بالقدم اليسرى ، كان نجما في إنبي وبتروجيت وواصل نجوميته مع الأهلي وأحرز أهدافا مؤثرة رغم كثرة إصاباته ، يحتاج اللاعب الموهوب لزيادة لياقته البدنية والتخلي عن الأنانية التي تلازمه أحيانا أثناء المباريات وأعتقد أنه يملك الكثير ليقدمه للأهلي ولمنتخب مصر في الفترة المقبلة.

محمد إبراهيم : رغم بدايته المهتزة نوعا ما وبعض السلوكيات الخاطئة التي صدرت منه في بداياته الا أنه أثبت مع الأيام أنه لاعب موهوب من طراز رفيع ويملك سرعة ومهارات من الممكن أن تصنع منه نجما كبيرا ، وأعتقد أن تعنت إدارة الزمالك في إحترافه ستقتل موهبته مبكرا في ظل توقف النشاط الكروي في مصر منذ عامين وفشل الزمالك في الذهاب بعيدا في دوري الأبطال وبالتالي أصبح اللاعب قليل الظهور.

أيمن حفني : من الممكن أن تقول أنه أسرع لاعب في الدوري المصري ، ومن الممكن أن تقول أن وجوده خارج أندية القمة "ظلمه" كثيرا حيث لم يحظى بنصف النجومية التي يحظى بها اللاعبين العاديين في أندية القمة ! ، يرغب اللاعب صاحب الـ28 عاما في اللعب خارج مصر وأنا أؤيده في هذا التفكير في ظل عدم تأكد إقامة الدوري لهذا الموسم ، وجود أيمن حفني في أندية لا تلعب بطولات خارجية ولا محلية تسبب في تأخير ظهوره مع منتخب مصر وربما يقضي على موهبته تماما لو إستمر هذا الوضع !.

عبد الله السعيد : لاعب موهوب للغاية ولكن مستواه تراجع بعض الشيء بعد إنتقاله للأهلي ربما لقلة الطموح لشعوره بأنه وصل الى أكبر نادي في مصر وأفريقيا وربما لكثرة تكليفه بأدوار دفاعية في وسط ملعب الأهلي وهو ما يحد كثيرا من قدراته الهجومية ، أعتقد أن عبد الله السعيد مازال أمامه الوقت ليستعيد مستواه المعهود كلاعب مهاري و مبدع في وسط الملعب مع ناديه ومنتخب بلده.

محمد زيدان : بعد أن كان المحترف الأفضل لمصر في الخارج وبعدما كان حديث الصحافة الألمانية و الدنماركية و العالمية فاجأ الجميع بإنتقاله للدوري الإماراتي ثم أصيب بالرباط الصليبي و دخل بعدها في خلافات مع إدارة ناديه وإبتعد عن منتخب مصر بعدما كان من أبرز نجومه ! ، زيدان لا يمارس كرة القدم منذ عام تقريبا و تشير بعض التقارير الصحفية الى قرب إنتقاله الى النادي الأهلي وأعتقد أن اللاعب صاحب الـ32 عاما يمكنه العودة مرة أخرى الى مستواه لو تحلى بالإرادة والإصرار خاصة أنه يمكنه اللعب 3 سنوات أخرى على الأقل.

أحمد شكري : تألق شكري في فريق الشباب بالأهلي ثم تألق مع منتخب الشباب و أصبح لاعبا أساسيا في الأهلي ولكنه بعد أشهر قليلة خرج من تشكيلة الأهلي وخاص تجربة إعارة قصيرة مع تليفونات بني سويف ثم عاد لدكة البدلاء مرة أخرى وهو في رأيي يستحق مزيد من الإهتمام من محمد يوسف مدرب الأهلي فهو لاعب موهوب ومهاري ولو تخلى عن الأنانية يمكن للأهلي أن يستفيد منه كثيرا ومن بعده المنتخب الأول ، وأذكر هنا الزئبقي محمد بركات حين قال قبل عام من الآن في حوار تليفزيوني أن شكري هو "تريكة" مصر القادم ولكن بشرط أن يحافظ على موهبته.

خلاصة الكلام : سيعتزل أبوتريكة وهو فخور بأن الكل "محتار" الآن في اللاعب الذي يمكنه ملىء فراغه ! ، سيعتزل "الماجيكو" وهو فخور بأن كل جماهير الكرة المصرية تحبه بلا إستثناء ، سيعتزل صاحب الـ35 عاما وهو فخور بأن الكل يطالبه بالتراجع عن قراره رغم أن بعض الإعلاميين والمشجعين طالبوه بالإعتزال قبل عدة سنوات عقب إهتزاز مستواه وقالوا أن عصره قد إنتهى ولم يعرفوا أنه يستطيع قهر المستحيل و أن البطل لا يموت وحتى إن ترك ساحة القتال تظل ذكراه و لمساته ومواقفه النبيلة في القلوب أبد الدهر ، نتمنى كل التوفيق لمحمد أبوتريكة في المجال الذي سيسلكه بعد الإعتزال بإذن الله.