الأربعاء، 23 فبراير 2011

الدستور المصري المعدل: مدة رئيس الجمهورية 4 سنوات

الدستور المصري المعدل: مدة رئيس الجمهورية 4 سنوات

انتهت لجنة تعديل الدستور المصري برئاسة نائب رئيس مجلس الدولة الأسبق طارق البشري، من التصورات النهائية لدستور 71 المعدل، وتستعد لعرض الشكل النهائي على المجلس الأعلى للقوات المسلحة خلال ساعات.

وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة وزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي، قد كلف طارق البشري برئاسة لجنة تعديل مواد الدستور المصري، وتعديل مواد الدستور المعيبة.

وقال أحد أعضاء لجنة تعديل الدستور لـCNN بالعربية، إن اللجنة انتهت من تعديل 8 مواد بدستور 1971، وسيتم عرض التعديلات النهائية على المجلس الأعلى للقوات المسلحة، لطرحها للنقاش العام، مع إمكانية تعديل أي مادة فيما لو اتفقت الآراء على تعديلات جديدة.

وأضاف عضو لجنة الدستور المصري، أن المادة 76 من الدستور والخاصة بشروط وأسلوب الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، تم تعديلها حيث كانت تنص على أن ينتخب رئيس الجمهورية عن طريق الاقتراع السرى العام المباشر.

وقال "ويلزم لقبول الترشيح لرئاسة الجمهورية أن يؤيد المتقدم للترشيح 250 عضوا على الأقل من الأعضاء المنتخبين لمجلسي الشعب والشورى والمجالس الشعبية المحلية للمحافظات، على ألا يقل عدد المؤيدين عن 65 من أعضاء مجلس الشعب و25 من أعضاء مجلس الشورى، و10 أعضاء من كل مجلس شعبي محلى للمحافظة من 14 محافظة على الأقل."

وتابع أن للأحزاب السياسية التي مضى على تأسيسها 5 أعوام متصلة على الأقل قبل إعلان فتح باب الترشيح، واستمرت طوال هذه المدة في ممارسة نشاطها مع حصول أعضائها في أخر انتخابات على نسبة 5 في المائة على الأقل من مقاعد المنتخبين في كل من مجلس الشعب ومجلس الشورى، أن ترشيح لرئاسة الجمهورية أحد أعضاء هيئتها العليا وفقا لنظامها الأساسي متى مضى على عضويته في هذه الهيئة سنة متصلة على الأقل.

وقررت لجنة تعديل الدستور شروط الترشح لرئاسة الجمهورية، بحيث منحت المستقلين الترشح للمنصب، بشرط الحصول على 30 ألف توقيع مؤيد لترشحه، ويكونون موزعين على 12 محافظة من بين 29 محافظة في مصر، أو الحصول على موافقة 150 عضوا من أعضاء مجلسي الشعب والشورى، ويجوز لكل حزب سياسي له تمثيل في البرلمان ترشيح أحد أعضائه للرئاسة، بصرف النظر عن موقعه داخل الحزب.

المادة 77:

النص الأصلي: مدة الرئاسة 6 سنوات ميلادية تبدأ من تاريخ إعلان نتيجة الاستفتاء، ويجوز إعادة انتخاب رئيس الجمهورية لمدد أخرى.

التعديل: مدة الرئاسة 4 سنوات ميلادية تبدأ من تاريخ إعلان نتيجة الانتخابات، ويجوز إعادة انتخاب رئيس الجمهورية لمدة أخرى واحدة فقط.

المادة 88:

النص الأصلي: يحدد القانون الشروط الواجب توافرها في أعضاء مجلس الشعب، ويبين أحكام الانتخاب والاستفتاء، ويجري الاقتراع في يوم واحد، وتتولى لجنة عليا تتمتع بالاستقلال والحيدة الاشراف على الانتخابات.

التعديل: تتولى لجنة قضائية مشكلة من قضاة المنصة فقط ( أعضاء محاكم الدستورية العليا والنقض والاستئناف ومجلس الدولة ) الإشراف على الانتخابات التشريعية، بما فيها إعلان فتح باب الترشيح وإعلان النتيجة.

المادة 93:

يختص المجلس بالفصل في صحة عضوية أعضائه. وتختص محكمة النقض بالتحقيق في صحة الطعون المقدمة إلى المجلس بعد إحالتها إليها من رئيسه. ويجب إحالة الطعن إلى محكمة النقض خلال خمسة عشر يوما من تاريخ علم المجلس به، ويجب الانتهاء من التحقيق خلال تسعين يوما من تاريخ إحالته إلى محكمة النقض.

وتعرض نتيجة التحقيق والرأي الذي انتهت إليه المحكمة على المجلس للفصل في صحة الطعن خلال ستين يوما من تاريخ عرض نتيجة التحقيق على المجلس، ولا تعتبر العضوية باطلة إلا بقرار يصدر بأغلبية ثلثي أعضاء المجلس.

التعديل: إلغاء دور مجلس الشعب نهائيا في الفصل في صحة عضوية النواب، وإسناد هذا الدور كاملا لمحكمة النقض بعد التحقيق في الطعون الانتخابية، وتكون نتيجة التحقيق بمثابة حكم قضائي واجب النفاذ.

المادة 148:

يعلن رئيس الجمهورية حالة الطوارئ على الوجه المبين في القانون، ويجب عرض هذا الإعلان على مجلس الشعب خلال الخمسة عشر يوما التالية ليقرر ما يراه بشأنه.

وإذا كان مجلس الشعب منحلا يعرض الأمر على المجلس الجديد في أول اجتماع له.

وفي جميع الأحوال يكون إعلان حالة الطوارئ لمدة محددة، ولا يجوز مدها إلا بموافقة مجلس الشعب.

التعديل: حالة الطوارئ لمدة ستة شهور فقط، وبطلب من رئيس الجمهورية بعد موافقة مجلسي الشعب والوزراء عليه، وتجدد مدة حالة الطوارئ يستدعي إجراء استفتاء شعبي عام.

المادة 151:

رئيس الجمهورية يبرم المعاهدات، ويبلغها مجلس الشعب مشفوعة بما يناسب من البيان. وتكون لها قوة القانون بعد إبرامها والتصديق عليها ونشرها وفقا للأوضاع المقررة.

على أن معاهدات الصلح والتحالف والتجارة والملاحة وجميع المعاهدات التي يترتب عليها تعديل في أراضي الدولة، أو التي تتعلق بحقوق السيادة، أو التي تحمل خزانة الدولة شيئا من النفقات غير الواردة في الموازنة، تجب موافقة مجلس الشعب عليها.

التعديل: لا يتم إبرام جميع المعاهدات إلا بعد موافقة استفتاء مجلس الشعب عليها وتكون لها قوة القانون بعد التصديق عليها.

المادة 189:

لكل من رئيس الجمهورية ومجلس الشعب طلب تعديل مادة أو أكثر من مواد الدستور، ويجب أن يذكر في طلب التعديل المواد المطلوب تعديلها والأسباب الداعية إلى هذا التعديل.

فإذا كان الطلب صادرا من مجلس الشعب وجب أن يكون موقعا من ثلث أعضاء المجلس على الأقل.

وفي جميع الأحوال يناقش المجلس مبدأ التعديل ويصدر قراره في شأنه بأغلبية أعضائه، فإذا رفض الطلب لا يجوز إعادة طلب تعديل المواد ذاتها قبل مضى سنة على هذا الرفض.

وإذا وافق مجلس الشعب على مبدأ التعديل، يناقش بعد شهرين من تاريخ هذه الموافقة، المواد المطلوب تعديلها، فإذا وافق على التعديل ثلثا عدد أعضاء المجلس عرض على الشعب لاستفتائه في شأنه.

فإذا ووفق على التعديل اعتبر نافذا من تاريخ إعلان نتيجة الاستفتاء.

التعديل: إتاحة اقتراح تعديل الدستور لعدد معين من جموع من لهم حق الانتخاب، وحذف الفقرتين الثالثة والرابعة وإحالتهما لقانون مجلس الشعب.

المادة 190:

النص الأصلي: تنتهي مدة رئيس الجمهورية الحالي بانقضاء ست سنوات من تاريخ إعلان انتخابه رئيسا للجمهورية العربية المتحدة.

التعديل: تنتهي مدة رئيس الجمهورية الحالي بانقضاء أربع سنوات من تاريخ إعلان انتخابه رئيسا للجمهورية

التباس المفاهيم في سياق الصراع العربي الإسرائيلي عبد الله الأشعل


التباس المفاهيم في سياق الصراع العربي الإسرائيلي
    عملية السلام هي محاولة التوصل إلى تسوية أو حل لبعض جوانب الصراع بين العرب وإسرائيل. وقد بدأت هذه العملية بعد عدوان إسرائيل عام 1967 بقرار مجلس الأمن رقم 242 الذي وضع مبادئ أساسية يتم على أساسها التوصل إلى هذه التسوية.
    ثم تواترت النصوص الهادفة إلى تحقيق هذه التسوية أو ما يسمى بمرجعيات عملية السلام من جانب مجلس الأمن والولايات المتحدة، ومن الجانب العربي الذي قدم مبادرتين للسلام إحداهما في قمة فاس العربية عام 1982 بناء على مبادرة ملك السعودية فهد عندما كان وليا للعهد، والأخرى في قمة بيروت العربية عام 2002 التي قدمها خلفه الملك عبد الله، عندما كان أيضا وليا للعهد، وهما تحديد لرؤية العالم العربي لشروط السلام مع إسرائيل.
    ولا ندري على وجه اليقين العلاقة بين هاتين المبادرتين وهجوم إسرائيل على بيروت عام 1982 وعلى جنين عام 2002. أما إسرائيل فإنها قدمت هي الأخرى عددا من المبادرات. والفارق بين المبادرات الإسرائيلية والعربية هو أن العرب يريدون إنهاء جوانب النزاع بطريقة تعيد الحقوق إلى أصحابها، مع كامل علمهم بأن إسرائيل زرعت في فلسطين بغير سند وأنها قامت على حساب الفلسطينيين، ولكن العرب يدركون أيضا أن إسرائيل هي التجسيد لمشروع صهيوني واسع يستهدف المنطقة العربية كلها ولكنه ينفذ بالتدريج وحسب الأحوال والفرص.
    وجوهر عملية السلام هو التفاوض بين الأطراف المتنازعة على أساس هذه المرجعيات، ولكن إسرائيل تنظر إلى هذه العملية على أنها مناسبة لتطويع العرب وكسر عزلتها وتطبيع وجودها في المنطقة وكسر المحظورات النفسية التي تقف عند العرب حائلا دون القبول بوجودها والغضب لعدوانها وتوسعها.
    والحق أن العرب قد ظنوا ولو للحظات أن إسرائيل دولة عادية وأنه يمكن التسوية معها على أن تظل في حدود معينة، بل ويمكن التعاون معها في المستقبل، ولكن صدم العرب عندما عادوا بعد أربعين عاما من عملية السلام بحصاد الهشيم، بينما اعتبرت إسرائيل أن عملية السلام هي البديل عن السلام للعرب، لأنها حققت لإسرائيل التوسع عن طريق الإبادة والقهر ثم السعي إلى تفتيت الأوطان العربية وخدمة المخططات الاستعمارية القاسية في المنطقة.
    ونقطة الخلاف في الفهم بين إسرائيل والعرب هي أن إسرائيل ترى أن الصراع مع العرب لا ينتهي وأن عملية السلام لا تمنع استخدام كل أدوات القوة بما فيها القوة العسكرية لتحقيق أهدافها، بينما فهم العرب أن مجرد وجود المرجعية ومسرح عملية السلام بصرف النظر عن الممثلين أو اللاعبين كافية وتدفعهم إلى إسقاط احتمالات الصراع بشكله المسلح، واعتقدوا أنهم ودعوا عصر الصراع المسلح الجماعي مع إسرائيل، مع التغاضي عن العمليات الجراحية العسكرية التي تستخدمها إسرائيل في تنفيذ خطتها، بما في ذلك عمليات الاغتيال وتصفيات الشخصيات المدنية والسياسية والعسكرية، بل والفكرية كلما كان وجود هذه الشخصيات سببا في إيقاظ الوعي العربي أو مقاومة المخطط الصهيوني.
    وإذا كانت مبادرات السلام لا تزال قائمة فإن المشكلة ليست في إعادة مسرح عملية السلام، ولكن المشكلة أن عملية السلام التي تقوم من الجانب العربي على التفاوض تختلف عن العملية التي تأتيها إسرائيل ومعها أوراق القوة وأهمها القهر العسكري، والتفويض السياسي من سكان إسرائيل، والدعم الأميركي اللامحدود، والأهم من ذلك القصد المعلن، وهو أن أي عملية للسلام يجب أن تحقق خطة إسرائيل وحدها، بحيث تكون العملية أداة لإسباغ الشرعية على مخطط إسرائيل.
    وهذا ما حدث بالفعل، حيث تراجعت الإرادة الجماعية العربية، والرؤية العربية الشاملة لإدارة "صراع السلام" مع إسرائيل وتكفلت واشنطن بالضغط على الجميع حتى لا تتبلور هذه الرؤية فيضيع الأقصى وتهود القدس والضفة ونحن غارقون في جدل حول إصلاح الجامعة العربية وكيفية تحقيق مصالحة مستحيلة بين فتح وحماس، وهي مستحيلة لأن الشقاق هو أثر من آثار المخطط الإسرائيلي، وأن المصالحة تتحقق تلقائيا لو توفرت إرادة عربية شاملة للمواجهة الشاملة لعزل إسرائيل في المنطقة.
    ولذلك فإن أخطر ما حققه استمرار "عملية السلام" لمدة أربعين عاما هو أن إسرائيل ورموزها صاروا مألوفين في الأذن والعين والمدركات العربية ولم نعد نفر منهم كما يفر السليم من الأجرب.
    والخلاصة أن مبادرة السلام العربية تظل إعلانا عن موقف العرب من شروط السلام بقطع النظر عن وجود عملية للسلام، أو حتى لو انفجرت المنطقة بحرب شاملة، فلا محل للجدل حول مصير هذه المبادرة.
    فلا يمثل سحبها كسبا للعرب أو خسارة لإسرائيل، كما لا يمثل بقاؤها وعدم المساس بها انكسارا عربيا أو عجزا عن تقديم بديل يصوره البعض على أنه الأسوأ عربيا وهو المواجهة العسكرية، وهذا فهم خاطئ يوظف خصيصا من جانب بعض النظم العربية لإثارة الفزع عند شعوبها خاصة في مصر عندما تهدد الحكومة المطالبين بإلغاء معاهدة السلام بأن ذلك يعنى الحرب مع إسرائيل، وهذا خطر لا نتحمله ولا يريده الشعب ويرضى بسببه بكل شيء. فصارت الحرب مع إسرائيل هي أكبر تهديد تلقيه الحكومة في وجه الشعب، كما صارت تبرر كل إهدار لأي شيء أو تنازل لإسرائيل بهذه المعاهدة.
    والطريف أنه نشأ اتجاه في العالم العربي قائم على فهم خاطئ مفاده إجراء التقابل بين المقاومة والسلام وكأن المقاومة هي نقيض السلام. وقد تكرس هذا الاتجاه بمعنى محدد في السياق الفلسطيني والملاحاة بين فتح وحماس وأنشأ تقابلا حادا بين المقاومة التي يرفضها أبو مازن والسلام ويقصد المفاوضات.
    ولذلك التبست على البعض العلاقة بين السلام والمفاوضات وبين السلام والحرب، أما العلاقة بين السلام والمفاوضات فهي أن السلام نتيجة أما المفاوضات فهي أداة، ويصح أن تكون العلاقات حربية ومع ذلك فإن السبيل إلى تسويتها أو وقفها هو المفاوضات، بين العسكريين لإبرام اتفاق الهدنة، أو بين السياسيين لإبرام التسوية السياسية.
    أما علاقة الحرب بالسلام والحرب بالصراع فهي تحتاج إلى مزيد من الإيضاح. ذلك أنه يفترض أن علاقات الدول تنقسم إلى قسمين: صراع وتعاون، ولكل وسائله وأشكاله، ولذلك تندرج الحرب في قائمة الصراع بالمعنى العسكري أي باستخدام القوة العسكرية، وكلها في النهاية يجب أن تؤدي إلى السلام. ولكن السلام لا ينهي الصراع، فالصراع بيننا وبين إسرائيل له طابع إستراتيجي لا تنهيه اتفاقات السلام.
    وتجب الإشارة إلى أنه في سياق الصراع مع إسرائيل لا يجوز الحديث عن السلام العربي الإسرائيلي وإنما يكون الحديث عن التسوية مع إسرائيل، ولكن الصراع يستمر.
    هكذا فهمت إسرائيل السلام مع العرب على أنه تجزئة الساحات العربية، فهي في سلام مع كل الدول العربية ما عدا المقاومة في لبنان وغزة، سواء كان السلام واقعيا أم تعاقديا، في هذا السياق يقصد بالسلام انعدام مظاهر الصراع خاصة العسكري.
    أما علاقة إسرائيل بالمقاومة فهي ليست علاقة عسكرية وكفى ولكنها علاقة إستراتيجية، لأن المقاومة هي أكبر تهديد للمشروع الصهيوني، ولهذا السبب فإن إسرائيل سممت البيئة العربية وحرضتها على المقاومة وجففت مصادر دعمها المادي والمعنوي بل والأخلاقي، بحيث تخشى الدول العربية أن تساعد المقاومة فتتعرض لعقاب أميركا وإسرائيل.
    وفضلا عن ذلك، تحاول إسرائيل أن تطمس المقاومة وتضرب المصدر الأساسي لدعمها، وهو إيران، تحت ستار تهديد إيران النووي، ولكن الحقيقة هي أنه لو كفت إيران عن دعم المقاومة ضد إسرائيل في فلسطين ولبنان فلا مشكلة لإسرائيل مع إيران، لأن إسرائيل تنظر إلى الدعم الإيراني للمقاومة العربية على أنه مظهر من مظاهر قوة المشروع الإيراني وصدامه مع المشروع الصهيوني مباشرة.
    هكذا تمكنت واشنطن وإسرائيل من تكريس العداء لإيران في الصف العربي، وأشاعت الخوف من برنامجها النووي في نفوس العرب، كما أضافت إلى بعض العرب مقولة أن إيران تهيمن على الساحة الفلسطينية من خلال حماس وعلى الساحة اللبنانية من خلال حزب الله.
    فبدا وكأن العرب وإسرائيل في خندق واحد ضد إيران مما أضعف فكرة المواجهة العربية لإسرائيل بسبب فلسطين. ورغم أنه لو قدر انتهاء قدرة إيران أو رغبتها في مساندة هذه المقاومة لأي سبب، فإن العرب سوف يقعون في صراع رسمي مباشر ضد المشروع الصهيوني الذي يتمدد على الأرض بشكل منهجي.
    الخلاصة هي أن الصراع مع إسرائيل له طابع خاص، لأن المشروع الصهيوني يستهدف الوجود العربي نفسه وليس مجرد الهيمنة كما هو حال المشروعات الاستعمارية. وهو مشروع أخطر من الحملات الصليبية رغم انشغال المسلمين وأوروبا بها طيلة قرون استغرقت معظم العصور الوسطى.
    محطات السلام الوهمية التي عاشتها المنطقة العربية كانت حصيلتها لصالح إسرائيل، بينما خسر العرب أرضهم وتعرضوا للتمزق والتفتيت، ولذلك خير للعرب أن يواجهوا المشروع بدلا من أن يدفعوا الثمن مضاعفا في ظل سلام يظل إسرائيل وحدها.
    أما عملية السلام فهي أداة التواصل بين الفرقاء، وهي تعكس في نتائجها قدرات كل طرف على استخدام أوراقه المتاحة. وتظل عملية السلام قائمة مهما تخللها من حروب وضغوط. عملية السلام أداة والمفاوضات وسيلتها والصراع هو مناخها الأوسع، ومع إسرائيل لا مفر من إدارة الصراع بشكل يعكس الإدراك السليم للمشروع الصهيوني، لعل ذلك يرغم المشروع على التراجع أو إعادة التحول إذا صادف جسدا عربيا لا يسهل امتصاصه وضياع هويته أو قهره والتغلغل فيه وتشجيع الحالة السرطانية التي يعانيها هذا الجسد في هذه المرحلة بعد أن فقد البوصلة وهي مصر.
    ولذلك ليس صحيحا أن عملية السلام قد انتهت، وأن اللجوء إلى أجهزة الأمم المتحدة هو البديل، بل إن هذا اللجوء سببه إشراك هذه الأجهزة مع العرب والاستنجاد بها لعلها توقف الهجمة الإسرائيلية. العملية قائمة والمطلوب تحسين أوراق اللعب العربية بكل الوسائل ليس فقط إزاء إسرائيل وإنما إزاء واشنطن أيضا.

الثلاثاء، 15 فبراير 2011

لماذا يخاف المسلمون قيام الدولة الاسـلامية .


لماذا يخاف المسلمون قيام الدولة الاسـلامية .

سؤال يجب أن توجهه لنفسك عزيزى القارئ وتجيب عليه هل توافق على قيام الدولة الاسلامية ؟ نجد الفئة العريضة من الشعب ومثقفيه يخشى قيام الدولة الاسلامية والحكم الاسلامى ! ويرجع هذا الخوف والرفض لخلل ما فى فهم عقيدتهم وشكوكهم حول من يقولون انهم يبتغون رفع راية الاسلام كعلم للدولة المدنية لتتحول الى دولة اسلامية وأيضا هذا خلل فى عقيدتهم فربما يرى بعض المسلمون ان الاسلام سيكبت حرية المجتمع وحرية الافراد وحرية الفكر والثقافة .


ثم تجد المرأة المسلمة التى كفل الاسلام لها احترامها وحقوقها تخشى قيام الدولة الاسلامية لانها قد تكبت حريتها وتقف امام طموحها واجتهادها بل وتهميشها وتهميش دورها فى المجتمع كفرد عامل فى المجتمع فتتحول الشريعة الاسلامية التى حفظت للمرأة حقوقها فى عقول هؤلاء الى قيود تقف عائق امام المرأة فى المجتمع .
ويرجع ذلك القصور فى عقول بنى الاسلام الى خلل فى تنشأتهم وخلل فى عقولهم وثقافتهم المستوردة من الغرب لان الاباحية وحرية التطاول على الله التى يسمح بها الغرب لا تقبلها الدولة الاسلامية ولان معظم دولنا العربية دول تابعة للغرب منبهرة بما حققه الغرب من نجاحات فتخلت عن ثقافتها العربية والاسلامية وقيمها وراحت تنتهج نهج الغرب فى الاباحية الادبية كثقافة وفكر له منهجة والتطاول على الله والالحاد كحرية فكر أيضا له منهج واضح .


وراحت المرأة تنظر الى المرأة الغربية نظرة المراة المتحررة التى لا ترتدى الحجاب والتى تنخرط فى الحياة العملية دون حدود تؤمن ذلك الانخراط فأصبحت المراة وان صح التعبير ترى فى نفسها رجل وامرأة فى آن واحد وانه لا فرق بين الرجل والمرأة فى الحياة العملية وهذا أيضا من القصور العقلى والعقائدى ان رأت المرأة المسلمة فى ان ارتدائها الحجاب حرية شخصية مثلا .


فالاسلام لم يدعوا الى تهميش دور المراة فى المجتمع فالمرأة هى نواة المجتمع وهى التى نُخرج للمجتمع نشأ صالح يفيد نفسه ويفيد مجتمعه فدور المراة الاساسى هو تأهيل نشأ من المسلمين قادرين على حمل راية الاسلام والصعود بها الى اعلى المراتب فى كل مجالات الحياة فى الحياة العملية والرياضية والثقافية فى كل مجالات الحياة ولا يعنى ذلك ان قيام الدولة الاسلامية سيمنع المراة من النزول الى الشارع , لا ,, بل سيكون لها الحق فى النزول الى ساحة العمل فى حدود الاسلام التى تكفل احترامها وعدم اهانتها وما يكفل لها حقها وعدم تجاهل مكانتها فى المجتمع وايضا فى حدود ما يسمح لها القيام بمهامها الاساسية والتى سيكون فى احتياج لها مجتمعنا الاسلامى وهو دورها فى تنشئة أفراد مسلمين يرفعون راية الاسلام فى كل مجالات الحياة كما ذكرت من قبل ومن المنطق الا نساوى بين الرجل والمرأة فى كل شئ فكل ميسر لما خلق له وكيف أساوى بين من ينميز بالقوة والخشونة وبين من تتميز بالعاطفة والليونة اتجاهات مختلفة فى البنيان والميول وهذا الاختلاف لا ينتقص من أحد منهم وانما هى حكمة الخالق فى أن يكمل كل طرف الاخر ويظل كل طرف فى حاجه الى الاخر لتستمر الحياة فهذا يوضح مدى القصور فى ذلك القانون الوضعى التى يضعه الانسان الذى دوما ينشد المساواة بين الرجل والمراة فى كل شئ وهذا يتعارض مع اختلاف طبيعتهم واحتياجات كل منهم وميولهم وتكوينهم .


وعودة نحو سؤالنا وهو لماذا يخشى المسلمون قيام الدولة الاسلامية وقد تحدثنا على احد عناصر المجتمع وهو المرأة ويأتى الدور على الشباب بنوعيه وهم من يجب أن تقام الدولة الاسلامية بسواعدهم وفكرهم فهم حكام الغد وهم من سيشكلون المجتمع الاسلامى المقبل تجد الكثير من الشباب الذى يفتقر الى الوعى الدينى يخشى الحكم بشريعة الله وقيام النظام الاسلامى فهو دوما ما ينظر للدين كقيد يكبل رغباته ويرجع ذلك الى انعدام الفكر لدى هؤلاء الشباب وانعدام الوعى وخلل فى عقيدته وهناك عدة عوامل ساهمت فى تهميش عقول هؤلاء الشباب والرحيل بهم الى عالم الاهواء واللاوعى كالاعلام الفاسد والاباحى واقتحام الثقافات الغربية التى لا تليق بمجتمعنا الاسلامى تحت شعار الحريات وظهور التيارات الدينة المتشددة والتى لاتؤمن بالحوار فترسخ فى عقول الشباب ان الدين احد العوائق التى تقف امام الاستمتاع بحياتهم وايضا منع الحكومات انتشار الوعى الدينى وتضييق الخناق على الحركات الاسلامية المعتدلة وترك مساحات واسعة لحركات متشدده ربما دون قصد تسئ لصورة الاسلام وأيضا المساهمة فى تغييب المجتمع عن الوعى بخطط مدروسة حتى لا يُسمع صوت الاسلاميون واتهامهم بانهم دعاة الاصلاح وهم ليسوا بذلك كل هذه العوامل تحول بين عقول الشباب وبين الوصول الى الاقتناع بفكرة قيام الدولة الاسلامية والنظام الاسلامى .


واختفاء بعض المنحرفين أخلاقيا واللصوص والمنافقين والمحتالين خلف اللحية او النقاب وتحدثهم بلسان الدين فى معاملاتهم والتى تنتهى فى النهاية بوقع الظلم على الطرف الاخر احد عوامل رفض المجتمع المسلم فكرة النظام الاسلامى فهؤلاء المحتالين لعنهم الله لم يكتفوا بخسارة ضحاياهم وانما يساهمون فى خسارة المجتمع ان يكون مجتمع مسلم صحيح فان نادى احد المفكرين الاسلاميين بقيام الدولة الاسلامية يتهمه المجتمع بانحراف الخلق او السعى الى سلطة لتحقيق اهدافه الشخصية من الصورة التى يرى فيها المجتمع ان اللحية وسيلة تخفى للانحراف او التشدد وسفك الدماء كتشدد بعض الحركات الاسلامية وتكفيرهم للنظام المدنى واستخدام السلاح والجهاد ضدد السياسيين واغتيالهم .

كما يرى المثقفون فى المجتمع ان الحركة الاسلامية والتى تسعى الى السلطة والى قيام الدولة الاسلامية تفتقر الى أجندة سياسية داخلية أصلاحية ولا أجندة سياسية خارجية نوضح كيفية تعامل الدولة الاسلامية مع الغرب وذلك قصور فى دور الحركات الاسلامية فى تقديم نموذك كامل للنظام الاسلامى . 

 
وايضا من العوامل التى تؤثر فى عدم قيام الدولة الاسلامية باقتناع من المسلمين الثقافة الغربية التى صُدرت لنا بل احتلت عقول الكثيرين من مثقفينا والتى زرعت فى مجتماعاتنا أن السياسة ليست لها علاقة بالدين وانه يجب الفصل بين الدين والسياسة فنجد من يعترف بان السياسة لها اساليبها القذرة لذا فلا ينبغى ان تتداخل فى الدين ثم تجده يؤدى شعائر الدين ويزور فى الانتخابات يؤدى شعائر الدين ويعقد صفقات ضد مصلحة الشعب فهكذا هو يرى فى نفسه الفصل بين السياسة والدين وكما أن كتم الشهادة وقول الزور لا يحاسب عليه الدين .


فتعمل الانظمة الحالية التى تؤمن بفصل السياسة عن الدين باجهاض اى محاولة قيام مجتمع اسلامى صحيح لان المجتمع الاسلامى الصحيح سيقوم باقصائهم عن السلطة فالمجتمع الاسلامى مجتمع واع يعقل ويتميز بالايجابية لا يسكت على الظلم لانه سيحاسب على سلبيته .


ونتطرق هنا الى عدم ثقة الجمهور فى من هم يمثلون الدين او من يتحدثون باسم الدين او يدعون لفكرة قيام الدولة الاسلامية فيتشككوا فى ذمتهم ونواياهم ان وصلوا للسلطة ويتشككون فى كيفية قيادتهم للامور الخارجية والداخلية فيخشون عنفهم او بطشهم وكل هذه المخاوف هى شكوك فقط فيمكننا قيام دولة اسلامية قوية متحضرة ومثقفة تمتلك لغة حوار خارجيا وسياسة هادفة داخليا الا ان ما يحاول اشاعته الرافضون لقيام الدولة الاسلامية ينخر فى عقول المجتمع فيجعله يرفض الفكرة ولا يساهم فى تحقيقها.


واكمالا لطرح بعض العوائق التى تقف حائل دون الوصول الى النظام الاسلامى هو اختلاف المذاهب الاسلامية والمناهج فيما بينها فلكل منهجه الخاص والذى لا يقبل المنهج الاخر وكل منهج يعمل بمفرده بل ويعلن عداوته لمنهج الاخر ومحاولة اظهار السئ من كل ما دونه حتى يثبت انه الصحيح ويعمل كل منهم على جذب الجمهور نحوه والنتيجة هى اللانتيجة او خسارة الطرفان فعدم الحوار الاسلامى المنفتح بين المسلمين وانفسهم يقف عائق امام قيام الدولة الاسلامية , ويصيب المجتمع حالة من الرفض وعدم الرغبة فى قيام النظام الاسلامى فى ظل الصراعات الموجودة على الساحة بين كل فريق وكل منهج .

السبت، 5 فبراير 2011


المظاهرات اللى فى التحرير

لازم المظاهرات اللى فى التحرير لازم تتفض علشان الاستقرار والامن فى مصر


طيب هل المظاهرات اللى فى التحرير هى اللى خلت المحترمين رجال الشرطة يقفلوا الاقسام ويدوا المجرمين اسلحة ويطلقوهم فى الشوارع, بالاولى نلفى اللوم على الحكومة فهى المسئولة عن ما حدث وهى التى تهز الامن والاستقرار الوطنى مش الشباب اللى خرج ومعندهوش غير قضيته اللى مؤمن بيها



لازم المظاهرات تنفض علشان نعرف نشتغل ونجيب لقمة العيال ولا انتو عايزنا نسرق


لو حضرتك رايح مشوار تبع الشغل بتاعك متفوتش على ميدان التحرير ابقى غير مسارك وروح عن طريق العتبة او كورنيش النيل بيكون مفتوح لكن مشكلتك مش مع المتظاهرين فى ميدان التحرير مشكلتك الحقيقية مع الحكومة اللى قفلت المصانع والهيئات الحكومية لانها مش قادرة تشغلها وفى ناس بتفتضح الكبار وسرقتهم



مش مبارك قال هيمشى خلاص كلها كام شهر متدولوه فرصة


فرصة ايه؟ وايه الضمانات اللى ادهالنا فى خطابه لو حضرتك بتتكلم سياسة يبقى لازم تفهم ان لازم يكون فى ضمانات ثم ايه مشكلته انه يمشى وميخافش على الفوضى يخلى نائب الرئيس يتولى مهام منصبه



طيب ما ده بنص الدستور هيمنع طرح التعديلات الدستورية


وبرضو بنص الدستور من حق السلطة التشريعية طرح تعديلات فى الدستور



كلامك كلام فاضى لان العيال اللى جوه دول بياخدو مية دولار فى اليوم وبينزلهم وجبات من كنتاكى ودى مؤامرة على مصر


طيب نحسبها بالعقل يا استاذ 100 دولار فى مليون شخص يعنى 100 مليون دولار فى عشر ايام يعنى مليار دولار مين معاه مليار دولار يدعم بيهم سقوط النظام وطبعا ال 100 دولار ده للعيال القيادات تلاقى كل واحد فيهم باخد كام بقى

ومنين كنتاكى بس يا عم الحج اللى خلى كل مطاعم التيك اواى قافلة ولا حضرتك مش شايف وزي ما قلتلك مليار دولار وتمن الوجبة يبقى مليار ونص مثلا ياريت نتكلم كلام العقل

ثم فى بنى ادم فى الدنيا بيقبض فلوس هيقبضها قدام الناس كده وفى بنى ادم عاقل بيدفع فلوس لموضوع زي ده هيدفعها كده قدام الناس

ولو الموضوع حقيقى مفيش ليه فيديو واحد من ميدان التحرير فيه الفلوس وهى بتتوزع او الوجبات كلمونا بالعقل



انتو عملاء لدول اجنبية وعندكم اجندات خارجية


طيب بالعقل فى جواسيس هيسعوا للاصلاح لا وكمان يقع منهم شهداء ومئات الجرحى

وببساطة لو مصر بقى فيها العدد ده كله من العملاء المفروض الحكومة تتحاكم لانها اهملت وتسببت فى تجنيد كل العملاء دول



خلونا نقف نفكر فى كل الكلام اللى بيتقال ونحسبها صح

اللى فى ميدان التحرير دول اخوتنا ناس مؤمنة بالحرية وعازين مصر احسن

مصر بدون وسايط ولا امن بيضرب الناس ولا فساد ولا رشوة ولا محسوبية

انزلوا شوفوهم بنفسكم وهما نايمين على الارض وبياكلوا اقل من وجبة واحدة فاليوم

مسلمين ومسيحيين ايد واحدة

مصر بجد فى ميدان التحرير وبكرا احسن

الخميس، 3 فبراير 2011

كلمه عمرو واكد اليوم 3-2-2011 بميدان التحرير


 ثورة حتي النصر

بسم الله الرحمن الرحيم

   أخواني... نحن الأن نقف علي بعد خطوات قليلة من تحقيق النصر المنشود فلنستعن بالله جميعا ولنكمل مسيرتنا الي الهدف ..(ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون) ...ولنعلم جميعا أن النصر ما هو إلا صبر ساعة فلنصمد قليلا إن الله معنا ((أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَآءُ وَالضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)

   أوجه كلامي الأن الي من يقول أنه قد تحققت مطالبنا... فليفيقوا قليلا ...أي مطالب تلك التي تحققت؟! لم تتحقق مطالبنا بعد فمازال مبارك في السلطة ,ولم يُحل مجلسي الشعب والشوري المزورين ,ثم ماذا عن الأشراف القضائي علي الأنتخابات وهو لم يذكر أي تعديلات علي المادة 88 من الدستور والتي تنظم الأشراف القضائي علي الأنتخابات وماذا أيضاً عن التصويت عن طريق الرقم القومي وتلك الآليات التي  تضمن نزاهة الأنتخابات ,والأخطر من هذا هو قانون الطوارئ ...الذي لم يأت ذكره مطلقا علي لسان سيادة المتحكم فينا ,ثم ختاماً وعده بأنه لن يترشح مرة أخري ولكن ماذا عن نجله الكريم المدعو جمال ,وكل هذا ينسف مطالبنا من الأساس وبالتالي فلابد من الاستمرار في ثورتنا حتي تحقيق مطالبنا كاملة فهل خرجنا لإقالة حكومة وتعيين أخري؟ لا والله ,هل كانت ثورتنا من أجل تعيين نائب مثيل له في فساده وديكتاتوريته؟ لا والله, بل خرجنا لإسقاطه هو ونظامه الفاسد .



     أنا اتسائل الأن عن الذين أنقلبوا مؤيدين لمبارك بعد خطابه الخدعة ,والبعض الذي يثبط من عزيمتنا ويدعونا للعودة الي البيوت ...ألا يفهون هؤلاء اننا علي قاب قوسين أو أدني من  النصر ,وأن عودتنا الأن ستُذهب كل ما فعلناه سدي ,وستعيد النظام الفاسد كما كان من قبل بل أقوي فهو الذي صمد ضد هذه الثورة العظيمة  ,بل وسيسعي جاهداً للأنتقام بكل قوته ممن قام بهذة الثورة المجيدة ,سيقوم بتصفيتهم جميعاً ,سيكون أشد فتكاً من قبل .ولنكن علي علم أن أنصاف الثورات تقتل أصحابها , وسيضيع دم الشهداء الذي نزف علي الطرقات بفعل زبانية مبارك من جهاز الشرطة الذين أطلقوا علينا رصاصهم الحي ولم يعبئوا بنا شيئاً ....ألم نعش أيام ذعر وخوف وترويع بفعل إطلاق البلطجية من أعوانهم علينا يسرقون وينهبون ويقتلون, ألم يدهسونا بعرباتهم المدرعة في الميادين ألم يضربونا بقنابلهم المسيلة بالدموع .فأقل ما يمكننا تقديمه هو مواصلة ثورتنا الحرة حتي تحقيق الهدف وإسقاط النظام.


   ولو أفترضنا أنه قال كل ما نريد وأنه وعد بتحقيق مطالبنا كافة هل نصدقه ؟ لا والله أبداً فهو من كان يعد طوال ثلاثون عاماً ويخلف وعوده , وهو من كان يتكلم بالخطب المعسولة ويطبق علي الأرض عكسها تماماً... ألم يسقط الكثير من أبنائنا شهداء داخل أقسام الشرطة في عهده إثر تعذيبهم ؟ ألم يذهب غازنا الطبيعي إلي اسرائيل بأبخس الأثمان في حين أننا-أبناء الشعب- لا نجده ؟ ألم تُسرق أموالنا وتُنهب مواردنا ؟ ألم تكمم أفواهنا ويُصادر صوتنا ؟ كم من شبابنا لا يجدون عملاً ؟ كم من مرضانا لا يجدون علاجاً ؟ كم من فقرائنا لا يجدون طعاماً ؟ ثم ماذا عن تعليمنا , هل يرضي أحد بمستوي التعليم في بلدنا الحبيب ؟ من قام بحصار أهلنا في غزة ؟ من قام بتجويعهم ؟ من سلمهم لليهود؟ من قام بفتح قناة السويس للأمريكان كي يدمروا العراق ؟ من خان شعبه وأمته ودينه ؟ ولكن كل ما فات في كفة وما حدث يوم الأربعاء في كفة أخري فبعد خطاب الرئيس أنطلت خدعته علي الكثيرين وصدقوه ولكنه يعود ليثبت أنه لا يحترم عهداً ولا يقيم للشعب وزناً فهاهي عصاباته ترتكب مجزرة في حق المتظاهرين في ميدان التحرير فأين ما وعد به من الأهتمام  بأمن وأمان أبناء مصر , ذهب وعده سدي خلال ساعات قليلة وهذا ما أعتدنا عليه دوماً

   البعض من ذوي القلوب الضعيفة يحاول أن يثبط عزائمنا مدعياً بأن البلاد أصبحت في فوضي وأن أبناء مصر يموتون والرد علي هؤلاء السذج بسيط للغاية فالفوضي التي عمت البلاد ليست حديثة فحكم مبارك ذاته هو فوضي عارمة تتطيح بالبلاد الي مهاوي الردي ثم علينا أن نعترف أن النظام الذي يتهاوي هو من أفتعل هذة الفوضي حيث أطلق كلابه من البلطجية ليثيروا الفزع في نفوس الناس أما من يموت في ساحة التحرير فلنحتسبهم عند الله من الشهداء ولنكن علي يقين (لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۚ إِذا جاءَ أَجَلُهُم فَلا يَستَـٔخِرونَ ساعَةً ۖ وَلا يَستَقدِمونَ) هكذا قال رب العزة سبحانه وتعالي ولنعلم أن لكل شئ ثمن وثمن الحرية باهظ وعلينا أن ندفعه لننعم بها ولينعم بها أبنائنا ثم أن هذه الفوضي ونحن في حرية أفضل كثيراً عندي من الأستقرار في ظل الظلم والفساد وأجزم أن جل الشعب يؤيد ذلك.

   المنخدعون يقولون أن أيدي خفية تلعب في الظلام لتنشر الفتنة بين أبناء مصر  فهاهم أبناء مصر يضربون بعضهم البعض في ما يشبه حرب أهلية والحقيقة أن هذه خدعة أكبر فالأيدي الخفية التي تتلاعب بقلوب وعقول السذج هي من تلعب في الظلام لوأد الثورة والأنتقام من رموزها وتصفيتهم أما المواجهات الجارية في التحرير هي مواجهات بين الحق المتمثل في المتظاهرين المطالبين بحقوقهم المحاربين للفساد وبين الباطل المتمثل في بلطجية أمن الدولة ومن عاونهم من المأجورين المدفوع لهم وهؤلاء شرذمة قليلون لا يمثلون أدني نسبة من الشعب الأبي الذي لا يرضي الهوان والذل والظلم وعلي أصحاب العقول أن يراجعوا مواقفهم ويتأملوا الوضع قليلاً ..,هل من كان يدعو للتظاهر عميلا امريكيا ؟ هل من ضُرب في ميدان التحرير هم اليهود المخربين؟ هل من مات من الشهداء كانت لهم حسابات في بنوك اوروبا ؟ هل جاء ثلاثة مليون صهيوني ليتظاهروا في ميدان التحرير ؟ هل من ضُرب بخراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع وهم يصلون نعم يصلون هل كان هؤلاء من المخربين العملاء للصهاينة؟ الأجابة بكل بساطة ...لا ...كل هؤلاء هم أبناء الوطن من الشباب الحر الذي لم يرضي أن يبقي كأجيال سابقه مقهوراً مظلوماً وخرج يطالب بحقه في سلمية واضحة لم يدنسها سوي بلطجية النظام الفاسد فطوال ثمانية أيام لم تحدث مشاجرة بين شخصين قط ,ولم نسمع عن حالة تحرش واحدة ,لم تقع فتنة بين المسلمين والنصاري .لم يعتدي أحد علي كنيسة رغم غياب عناصر الأمن من أمام الكنائس وكان أخوتنا النصاري يحموننا أثتاء تأديتنا الصلاة في الشارع وأكثر من ذلك حيث كان المتظاهرون وكأنهم في أحتفال ينشدون ويسمرون غير عابئين بمأكل ولا مشرب وكانوا ينامون علي ارض الميدان وكل هذا في سبيل قضية واحدة هي الحق المطلوب وحرية الوطن وكرامته فهل كانوا هؤلاء مخربين مندسين علي مصر لتشويه حضارتها ؟ هل كانوا يتدربون علي أيدي موساد لقتل مصر ؟ أين عقولكم ؟ 

   إني لأمتلئ كمداً وأسفاً علي هؤلاء الذين غرهم الطاغية بكلمتين معسولتين فتناسوا ماضيه الأليم ومجازره المتكررة في حق الشعب وكأنه لم يسرق ولم يقتل ولم يفسد أبداً وما أشبه موقفه الأن بموقف فرعون حين أدركه الغرق فسارع بالأيمان ولكن متي حين إيقن بالهلاك فلم ينفعه إيمانه حين ذاك ( وَجٰوَزنا بِبَنى إِسرٰءيلَ البَحرَ فَأَتبَعَهُم فِرعَونُ وَجُنودُهُ بَغيًا وَعَدوًا ۖ حَتّىٰ إِذا أَدرَكَهُ الغَرَقُ قالَ ءامَنتُ أَنَّهُ لا إِلٰهَ إِلَّا الَّذى ءامَنَت بِهِ بَنوا إِسرٰءيلَ وَأَنا۠ مِنَ المُسلِمينَ- ءالـٰٔنَ وَقَد عَصَيتَ قَبلُ وَكُنتَ مِنَ المُفسِدينَ - فَاليَومَ نُنَجّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكونَ لِمَن خَلفَكَ ءايَةً ۚ وَإِنَّ كَثيرًا مِنَ النّاسِ عَن ءايٰتِنا لَغٰفِلونَ ) هكذا إذا هي الحقيقة التي نرجوا أن تصل الي الغافلين من الناس فيستفيقوا ويعودوا لي الحق قبل وقت الندم حين لا ينفع الندم