الخميس، 3 فبراير 2011


 ثورة حتي النصر

بسم الله الرحمن الرحيم

   أخواني... نحن الأن نقف علي بعد خطوات قليلة من تحقيق النصر المنشود فلنستعن بالله جميعا ولنكمل مسيرتنا الي الهدف ..(ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون) ...ولنعلم جميعا أن النصر ما هو إلا صبر ساعة فلنصمد قليلا إن الله معنا ((أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَآءُ وَالضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)

   أوجه كلامي الأن الي من يقول أنه قد تحققت مطالبنا... فليفيقوا قليلا ...أي مطالب تلك التي تحققت؟! لم تتحقق مطالبنا بعد فمازال مبارك في السلطة ,ولم يُحل مجلسي الشعب والشوري المزورين ,ثم ماذا عن الأشراف القضائي علي الأنتخابات وهو لم يذكر أي تعديلات علي المادة 88 من الدستور والتي تنظم الأشراف القضائي علي الأنتخابات وماذا أيضاً عن التصويت عن طريق الرقم القومي وتلك الآليات التي  تضمن نزاهة الأنتخابات ,والأخطر من هذا هو قانون الطوارئ ...الذي لم يأت ذكره مطلقا علي لسان سيادة المتحكم فينا ,ثم ختاماً وعده بأنه لن يترشح مرة أخري ولكن ماذا عن نجله الكريم المدعو جمال ,وكل هذا ينسف مطالبنا من الأساس وبالتالي فلابد من الاستمرار في ثورتنا حتي تحقيق مطالبنا كاملة فهل خرجنا لإقالة حكومة وتعيين أخري؟ لا والله ,هل كانت ثورتنا من أجل تعيين نائب مثيل له في فساده وديكتاتوريته؟ لا والله, بل خرجنا لإسقاطه هو ونظامه الفاسد .



     أنا اتسائل الأن عن الذين أنقلبوا مؤيدين لمبارك بعد خطابه الخدعة ,والبعض الذي يثبط من عزيمتنا ويدعونا للعودة الي البيوت ...ألا يفهون هؤلاء اننا علي قاب قوسين أو أدني من  النصر ,وأن عودتنا الأن ستُذهب كل ما فعلناه سدي ,وستعيد النظام الفاسد كما كان من قبل بل أقوي فهو الذي صمد ضد هذه الثورة العظيمة  ,بل وسيسعي جاهداً للأنتقام بكل قوته ممن قام بهذة الثورة المجيدة ,سيقوم بتصفيتهم جميعاً ,سيكون أشد فتكاً من قبل .ولنكن علي علم أن أنصاف الثورات تقتل أصحابها , وسيضيع دم الشهداء الذي نزف علي الطرقات بفعل زبانية مبارك من جهاز الشرطة الذين أطلقوا علينا رصاصهم الحي ولم يعبئوا بنا شيئاً ....ألم نعش أيام ذعر وخوف وترويع بفعل إطلاق البلطجية من أعوانهم علينا يسرقون وينهبون ويقتلون, ألم يدهسونا بعرباتهم المدرعة في الميادين ألم يضربونا بقنابلهم المسيلة بالدموع .فأقل ما يمكننا تقديمه هو مواصلة ثورتنا الحرة حتي تحقيق الهدف وإسقاط النظام.


   ولو أفترضنا أنه قال كل ما نريد وأنه وعد بتحقيق مطالبنا كافة هل نصدقه ؟ لا والله أبداً فهو من كان يعد طوال ثلاثون عاماً ويخلف وعوده , وهو من كان يتكلم بالخطب المعسولة ويطبق علي الأرض عكسها تماماً... ألم يسقط الكثير من أبنائنا شهداء داخل أقسام الشرطة في عهده إثر تعذيبهم ؟ ألم يذهب غازنا الطبيعي إلي اسرائيل بأبخس الأثمان في حين أننا-أبناء الشعب- لا نجده ؟ ألم تُسرق أموالنا وتُنهب مواردنا ؟ ألم تكمم أفواهنا ويُصادر صوتنا ؟ كم من شبابنا لا يجدون عملاً ؟ كم من مرضانا لا يجدون علاجاً ؟ كم من فقرائنا لا يجدون طعاماً ؟ ثم ماذا عن تعليمنا , هل يرضي أحد بمستوي التعليم في بلدنا الحبيب ؟ من قام بحصار أهلنا في غزة ؟ من قام بتجويعهم ؟ من سلمهم لليهود؟ من قام بفتح قناة السويس للأمريكان كي يدمروا العراق ؟ من خان شعبه وأمته ودينه ؟ ولكن كل ما فات في كفة وما حدث يوم الأربعاء في كفة أخري فبعد خطاب الرئيس أنطلت خدعته علي الكثيرين وصدقوه ولكنه يعود ليثبت أنه لا يحترم عهداً ولا يقيم للشعب وزناً فهاهي عصاباته ترتكب مجزرة في حق المتظاهرين في ميدان التحرير فأين ما وعد به من الأهتمام  بأمن وأمان أبناء مصر , ذهب وعده سدي خلال ساعات قليلة وهذا ما أعتدنا عليه دوماً

   البعض من ذوي القلوب الضعيفة يحاول أن يثبط عزائمنا مدعياً بأن البلاد أصبحت في فوضي وأن أبناء مصر يموتون والرد علي هؤلاء السذج بسيط للغاية فالفوضي التي عمت البلاد ليست حديثة فحكم مبارك ذاته هو فوضي عارمة تتطيح بالبلاد الي مهاوي الردي ثم علينا أن نعترف أن النظام الذي يتهاوي هو من أفتعل هذة الفوضي حيث أطلق كلابه من البلطجية ليثيروا الفزع في نفوس الناس أما من يموت في ساحة التحرير فلنحتسبهم عند الله من الشهداء ولنكن علي يقين (لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۚ إِذا جاءَ أَجَلُهُم فَلا يَستَـٔخِرونَ ساعَةً ۖ وَلا يَستَقدِمونَ) هكذا قال رب العزة سبحانه وتعالي ولنعلم أن لكل شئ ثمن وثمن الحرية باهظ وعلينا أن ندفعه لننعم بها ولينعم بها أبنائنا ثم أن هذه الفوضي ونحن في حرية أفضل كثيراً عندي من الأستقرار في ظل الظلم والفساد وأجزم أن جل الشعب يؤيد ذلك.

   المنخدعون يقولون أن أيدي خفية تلعب في الظلام لتنشر الفتنة بين أبناء مصر  فهاهم أبناء مصر يضربون بعضهم البعض في ما يشبه حرب أهلية والحقيقة أن هذه خدعة أكبر فالأيدي الخفية التي تتلاعب بقلوب وعقول السذج هي من تلعب في الظلام لوأد الثورة والأنتقام من رموزها وتصفيتهم أما المواجهات الجارية في التحرير هي مواجهات بين الحق المتمثل في المتظاهرين المطالبين بحقوقهم المحاربين للفساد وبين الباطل المتمثل في بلطجية أمن الدولة ومن عاونهم من المأجورين المدفوع لهم وهؤلاء شرذمة قليلون لا يمثلون أدني نسبة من الشعب الأبي الذي لا يرضي الهوان والذل والظلم وعلي أصحاب العقول أن يراجعوا مواقفهم ويتأملوا الوضع قليلاً ..,هل من كان يدعو للتظاهر عميلا امريكيا ؟ هل من ضُرب في ميدان التحرير هم اليهود المخربين؟ هل من مات من الشهداء كانت لهم حسابات في بنوك اوروبا ؟ هل جاء ثلاثة مليون صهيوني ليتظاهروا في ميدان التحرير ؟ هل من ضُرب بخراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع وهم يصلون نعم يصلون هل كان هؤلاء من المخربين العملاء للصهاينة؟ الأجابة بكل بساطة ...لا ...كل هؤلاء هم أبناء الوطن من الشباب الحر الذي لم يرضي أن يبقي كأجيال سابقه مقهوراً مظلوماً وخرج يطالب بحقه في سلمية واضحة لم يدنسها سوي بلطجية النظام الفاسد فطوال ثمانية أيام لم تحدث مشاجرة بين شخصين قط ,ولم نسمع عن حالة تحرش واحدة ,لم تقع فتنة بين المسلمين والنصاري .لم يعتدي أحد علي كنيسة رغم غياب عناصر الأمن من أمام الكنائس وكان أخوتنا النصاري يحموننا أثتاء تأديتنا الصلاة في الشارع وأكثر من ذلك حيث كان المتظاهرون وكأنهم في أحتفال ينشدون ويسمرون غير عابئين بمأكل ولا مشرب وكانوا ينامون علي ارض الميدان وكل هذا في سبيل قضية واحدة هي الحق المطلوب وحرية الوطن وكرامته فهل كانوا هؤلاء مخربين مندسين علي مصر لتشويه حضارتها ؟ هل كانوا يتدربون علي أيدي موساد لقتل مصر ؟ أين عقولكم ؟ 

   إني لأمتلئ كمداً وأسفاً علي هؤلاء الذين غرهم الطاغية بكلمتين معسولتين فتناسوا ماضيه الأليم ومجازره المتكررة في حق الشعب وكأنه لم يسرق ولم يقتل ولم يفسد أبداً وما أشبه موقفه الأن بموقف فرعون حين أدركه الغرق فسارع بالأيمان ولكن متي حين إيقن بالهلاك فلم ينفعه إيمانه حين ذاك ( وَجٰوَزنا بِبَنى إِسرٰءيلَ البَحرَ فَأَتبَعَهُم فِرعَونُ وَجُنودُهُ بَغيًا وَعَدوًا ۖ حَتّىٰ إِذا أَدرَكَهُ الغَرَقُ قالَ ءامَنتُ أَنَّهُ لا إِلٰهَ إِلَّا الَّذى ءامَنَت بِهِ بَنوا إِسرٰءيلَ وَأَنا۠ مِنَ المُسلِمينَ- ءالـٰٔنَ وَقَد عَصَيتَ قَبلُ وَكُنتَ مِنَ المُفسِدينَ - فَاليَومَ نُنَجّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكونَ لِمَن خَلفَكَ ءايَةً ۚ وَإِنَّ كَثيرًا مِنَ النّاسِ عَن ءايٰتِنا لَغٰفِلونَ ) هكذا إذا هي الحقيقة التي نرجوا أن تصل الي الغافلين من الناس فيستفيقوا ويعودوا لي الحق قبل وقت الندم حين لا ينفع الندم 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق