لم نكن نستحق المشاركة في المونديال
وبعد نهاية هذه المباراة لابد لنا من مراجعة سريعة لموقفنا حتى نستفيد من هذا الدرس القاسي الذي أضاع أحلام المصريين بالمشاركة في المونديال بعد غياب سيدوم لأكثر من 24 عاما، بغض النظر عن هزيمة كوماسي الثقيلة بستة أهداف مقابل هدف فما حدث هو نتيجة طبيعية لأن كل عناصر المنظومة الكروية في مصر لم تعمل بجد واجتهاد لتربح في النهاية تذكرة المشاركة في هذا الحدث العالمي، فمخطئ من يتوهم أن المنظومة الكروية التي تعاني منذ ثلاث سنوات كانت قادرة على تحقيق هذا الإنجاز، وكل عناصر هذه المنظومة لم تكن تستحق هذا الشرف ولم تعمل له.
البداية من اتحاد الكرة الذي يعمل وفقا لأهواء ومصالح شخصية فأعضاء مجلس الإدارة تفرغوا لخلافاتهم الشخصية وباختصار شديد هم عبارة عن مجموعة من الموظفين محدودي الفكر الذين لم يعتادوا العمل الاحترافي لمنظومة كرة القدم ولم يستحقوا شرف الصعود للمونديال، وإذا فكروا في مصلحة الاتحاد واللعبة فأول قرار لهم سيكون الاستقالة الجماعية في أول اجتماع.أما الجهاز الفني للمنتخب فحدث ولا حرج عن أخطاء بالجملة في الإعداد والتجهيز والاختيارات والتشكيل وغلبة العلاقات الشخصية والمجاملات على اختيار اللاعبين بغض النظر عن المصلحة العامة، والإدارة السيئة للمباريات، لذا فلم يكن يستحق شرف المشاركة في المونديال، وهذا كله كان واضح لكل المتابعين لشئون المنتخب عن قرب.لاعبو المنتخب الوطني تسببوا بخوفهم وذعرهم من أسماء لاعبي غانا في هزيمة لن ينساها لهم التاريخ، فالقائمة التي شاركت في هزيمة كوماسي ستظل أسمائها محفورة في ذاكرة الانتكاسات الكروية لدى المصريين لسنوات طويلة، ورغم وجود عدد كبير منهم ساهم في صنع العديد من إنجازات المنتخب من قبل إلا أن هذه الهزيمة ستلاحقهم للأبد.
كما أن جماهير كرة القدم أيضا لم تكن تستحق هي الأخرى فرحة وصول منتخبنا إلي المونديال، فالشغب الجماهيري في الملاعب مؤخرا هو أحد أسباب انتكاسة كرة القدم المصرية، وعلى هذه الجماهير أن تتعلم من أخطائها وتتعلم ثقافة التشجيع المثالي بعيدا عن التعصب والعنف.الإعلام الرياضي أيضا هو أحد عناصر هذه المنظومة ولم يكن يستحق بممارساته الخاطئة فرحة الوصول للمونديال، فالإعلام الذي تعمد بث روح التعصب والفتن وترويج الأكاذيب والشائعات لم يكن يستحق هذا الإنجاز.في النهاية هي منظومة عمل فشلت في تحقيق هدفها وعلى كل قطاع فيها أن يراجع نفسه ويصحح من أخطائه لأنه أضر بالمواطن المصري 'الغلبان' الذي كان يأمل في أي انتصار كروي يعيد إليه بسمة عزيزة أفتقدها منذ سنوات ولا يزال يبحث عنها..!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق